عملية تحول النحاس إلى ذهب









ترجع فكرة تحويل المعادن إلى معادن أغلى، مثل الذهب أو الفضة إلى كتابات العالم جابر بن حيان، وأرجع سبب التحويل إلى تأثر المعادن بإعادة ترتيب الصفات الأساسية، ومع التقدم العلمي الهائل الذي تشهده الكرة الأرضية توصل بعض الباحثين الصينين إلى عملية تحول النحاس إلى مادة مشابه إلى الذهب عن طريق غاز الأرجون.

عملية تحول النحاس إلى ذهب
 

ما هو حجر الفلاسفة؟

حجر الفلاسفة أوlapis philosophorum  باللاتينية: هو مادة اسطورية يُعتقد أنها تستطيع تحويل المعادن الرخيصة، مثل الرصاص إلى معدن نفيس وهو الذهب.

ويرجع هذا المصطلح الذي بدأ في مصر القديمة إلى علم الخيمياء، فالقدماء المصريون كانوا يعتقدوا أن معدن الذهب لا يفسد، ولا يصدأ، ولا يفقد لمعانه، وبما أن حجر الفلاسفة عبارة عن تحول معدن قابل للفساد إلى معدن غير قابل للفساد.

فاستنتجوا أنه يمكنه منح الإنسان المخلوق الفاني الخلود، واستمر الاعتقاد بحجر الفلاسفة سائد حتى القرون الوسطى، وانتهى بعد أن قام أنطوان لافوازييه بإعادة تعريف مصطلح العنصر.

ولكن تعود فكرة تحويل المعادن إلى معادن أغلى، مثل الذهب أو الفضة إلى كتابات العالم جابر بن حيان، فقد قام ابن حيان بتحليل العناصر حسب الصفات الأربعة الأساسية وهي:

  1. الحر.
  2. البرودة.
  3. الجفاف.
  4. الرطوبة.

واعتبر ابن حيان النار حارة وجافة، والتراب بارد وجاف، بينما الماء بارد ورطب، والهواء حار ورطب.

ومن هذا الاعتبار قال أن المعادن عبارة عن خليط من هذه العناصر الأربعة، اثنان داخليًا واثنان خارجيًا.

واستنتج من ذلك أنه يمكن تحويل معدن إلى معدن آخر، عن طريق اعادة ترتيب الخواص الأساسية.

وبحسب اعتقاد الخيميائيين ينتج هذا التحول عن طريق مادة أطلقوا عليها الإكسير، وعرف البعض الإكسير  وقالوا أنه مسحوق أحمر لحجر أسطوري أو حجر الفلاسفة.

ويعتقد البعض أن استمداد ابن حيان مفهومه لحجر الفلاسفة، يرجع إلى معرفته بإمكانية اخفاء المعادن، مثل الذهب والفضة في أشابات، ومن ثم استخراجها منها لاحقًا بالمعالجة الكيميائية.

بالإضافة إلى ذلك اخترع ابن حيان الماء الملكي، وهو عبارة عن خليط من حمض النيتريك وحامض الهيدروكلوريك، ويعد الماء الملكي أحد المواد القليلة التي لا تزال تستخدم في إذابة الذهب وتنظيفه.

عملية تحول النحاس إلى ذهب

كان الخيميائيون على مر العصور يسعون لإنشاء حجر الفلاسفة الأسطوري، ويبدو أن بعض الباحثين الصينيين المعاصرين اقتربوا أخيرًا من تحقيق عملية تحول النحاس إلى ذهب.

فوفقًا لدراسة نشرت في صحيفة Science Advances، شرح فيها الباحثين فكرة عملية تحول النحاس إلى مادة شبه مماثلة لذهب باستخدام غاز الأرجون.

ووضحوا أنهم قاموا بقصف ذرات النحاس ببلازما الأرجون عالية الطاقة، مما أدى إلى تغيير بنية الإلكترون للمعدن.

فنتج عن ذلك الحصول على معدن، هذا المعدن قادر على العمل كمحفز لتفاعل ينتج الكحول من الفحم، وهو شيء لا يستطيع فعله سوى المعادن الثمينة مثل الذهب، كما أن هذا المعدن مقاوم للتآكل والأكسدة ودرجات الحرارة المرتفعة.

وأشار الباحثين إلى أن المادة الجديدة القائمة على النحاس الرخيص، يمكن أن تحل محل الذهب والفضة الباهظين في إنتاج الأجهزة الإلكترونية، والتي تتطلب كميات كبيرة من هذه المواد.

ولكن هذا المعدن لن يكون ذات فائدة كبيرة لمصنعي المشغولات الذهبية، لأن المعدن يظل كثافته مماثلة للنحاس، مما يجعله أخف من الذهب، وخيارًا سيئًا لصنع سبائك أو عملات ذهبية مزيفة.

مقالات ذات صلة